الأحد، 22 نوفمبر 2009

أول أيام العقد الجديد



لم أكن أتصور أن الأيام تسير بهذه السرعة ..
أؤمن أنه كلما زاد شعورك بسرعة مرور الزمن .. فتأكد أنك تعيش فى عصر سئ ..
كم هذا مخيف !

أتذكر بالأمس تماما عندما أطلق تليفونى النغمة الشهيرة :
تيت تيت تيت .. تيت .. تيت
معلنا عن وصول واحدة من أكثر الرسائل التى أسعدتنى فى تاريخ مصر الحديث .. إحم .. قصدى فى تاريخ الموبايل بتاعى .. من شخص ليس كمثله شخص (بالنسبة لى)

كل سنة وأنت طيب .. ويارب تكون أول دقيقة فى السنة الجديدة سعيدة .. وعقبال 21 سنة
يا إلهى .. أعتقد أن هذا هو اليوم الذى كان مقصودا ..
هل يعقل أن هذه الرسالة عمرها عام كامل ؟!
شخصيا أشك .. وما من سبيل للتأكد غير الـ
message details
فقط على أمل أن يخيب ظنى

date : 19 \ 11 \ 2008
time : 11 : 59 p.m


ولكن المفاجأة المتوقعة تماما كما فى أفلامنا العربية .. عمرها عام كامل
أنتظر ..
بالنظر إلى سجل الرسائل : لقد مر عام بالفعل .. بل قد يكون أكثر
تطورات .. مشاحنات .. خلافات .. تفرقات .. أشخاصا رحلوا وآخرون حلوا مكانهم
وأنا الآن هنا .. وصاحب الرسالة فى واد آخر أنا آخر من يعلم مكانه



الحمد لله أتممت الواحدة والعشرين بسلام ... أو بدونه (الحقيقة مبقتش تفرق كتير)
لا يتخطى كونه عيد ميلاد .. كسابقيه
قد يكون سبقه بعض الأعياد كنت فيها أكثر سعادة .. حتى وإن كانت هذه السعادة سببا لما أعانيه الآن من شقاء ...
لكن حينها كنت أراها سعادة .. بل وأظنها أبدية ... تماما كالغبى !


لكن هذا العيد الواحد والعشرون - كى لا نظلمه - له عدة مميزات ...
أهمها أننى لن أجد شخصا بعد اليوم يقول لى بكل صفاقة : هات لى ولى أمرك
كما أننى أصبحت رسميا (فى نظر الحكومة) فرد .. ذكر .. بالغ .. راشد ... إلخ
بالإضافة إلى أن وقع جملة : (عندى واحد وعشرين سنة) على النفس له شعور مميز
لا أستطيع وصفه حاليا .. ربما لأننى لم أسوعبه كاملا (دة فات 3 أيام بس يعنى)



يقولون دائما : دة عنده 21 سنة .. يعنى بلغ سن الرشد .. وبقى راجل مسئول يعتمد عليه
دة على أساس إنه إمبارح كان طفلة فى الثامنة بفيونكة حمرا))


من كثرة هذه النوعية من الكلام .. تخيلت أنه بمجرد الاستيقاظ صباح اليوم التالى سأجد نفسى كائنا آخر .. تصورت أننى سأجد :
- راجل طويل بكرش مدلدل من تحت القميص ذى المربعات الواسعة .. والبنطلون القماش ذو الكسرتين .. مع حذاء جلد غريب .. وحزام جلدى رفيع أيضا من نفس لون الحذاء
- شاربا كثا فوق فمى .. تماما كالمشاية على عتبة باب البيت
- صلعة غير لطيفة .. أو على أفضل الأحوال شعرا رماديا أو أبيضا

ذهبت لسريرى سريعا كى أستيقظ بعد الساعة 12 لأقابل هذا الكائن .. الذى هو أنا (بعد ما بقيت راشد)
لكننى وجدت نفسى كما أنا ..
لم أشعر بجديد يذكر .. صحيح كنت عطشان شوية بس متهيألى دى مش من علامات الرشد
- شاب طبيعى فى تى شيرت ملون وجينز وحذاء رياضى
- لم ينمو شاربى لحد ملفت
شعرى لا يزال أسود اللون يميل إلى البنى .. مع وقوفه تلقائيا بمجرد بلّه بالماء (سبايكى طبيعى)

لن أصدق ما يقوله الآخرون بعد الآن ......
فقد أصبحت راشدا ولى حق إتخاذ القرار
إذن .. فلتذهبون جميعا إلى الجحيم .. أو ما بعد ذلك