الخميس، 15 مارس 2012

مسٌّ ، عسيرُ عليها فهمه



رسائل .. رسائل .. رسائل ..
ثم ؟!

**********

ماتَ ساعي البريد
"دُهس في حادث سير أثناء عمله"
إشارة : ذلك الساعي لم يتلقَ رسالةً قط طوال عمره

اختفتْ طوابعي/ ــكِ المفضلة
"الذي يقيّد على مصطفى مشرفة ، والذي يؤطِّر رأس نيفرتيتي ، والغارق في قناة السويس"

رُفِعتْ عني الأقلام
"تخافُ مني ، ربما ... تُشفق عليّ/عليكِ ، لا أعلم"

فقدتُ إبهامي
"كيف؟ لا أذكر ، فقط استيقظتُ صباح يومٍ ولم أجده"

**********

رسائلي القديمة ؟!
لا بأسَ بها ..
أحتفظُ يها لا زلتُ ..
بل ومستمر في الكتابة ..
كلُّ ما هنالك أنِّي صرتُ أجمعها لألقيها في أقرب سلة مهملات ، أو أسلمها لأول عامل نظافة عابر ..


إبهامي ، والأقلام ، والطوابع ؟!
لا ، لا ..
دعْ كلَّ تلك السخافات التقليدية جانبًا ..
رسائلي الآتية أكتبها بما تبقى من دمي ..
لن ينشغل عامل النظافة بمحتوى سلة المهملات ..
لا يهمه إن كانت رسائل ، إليها ، إليّ ، أو حتى قذارة قط أليف ..
لن تزعجه معرفة إن كانت الرسائل قد كُتبتْ بحبّات الرمّان أو زخّات الدم ..
فعامل النظافة لا يهتم إلا بتنظيف الأوساخ .

**********

يا عزيزة ..

كم أخبرتُكِ بخيالات عدة
"أنتِ التي كنتِ ترينها كذلك ، لا أنا"

كلها يا عزيزة ، كلها حقيقية ..
لأدركتِ ذلك ، فقط ، لو امتلكتِ يومًا بصيرةً

أخبرتكِ كثيرًا - تلميحًا وتصريحًا - أنكِ أنا ..
ما يمسُّكِ يمسُّني ..
ولو كنتِ على الضفّة الأخرى


يدقُ منبهكِ ؛ فاستيقظُ

تفرّشين أسنانكِ ؛ فأرسل إليكِ هاتفًا بأني أحبُ معجون التفاح أكثر من النعناع الذي استخدمتيه للتو

تأكلين ؛ فأشبع

يشربُ الكناري الصغير من يدكِ ، فيرتوي ويُقبّل كفّكِ ؛ فتدغدغني كفّي
"أخبرتكِ من قَبل أن هذا الموضع بالذات من الكفِّ يدغدغني"

تحزنين ؛ فتسيلُ - فجأة - دموعي


يا عزيزة ..
كلُّ حركاتكِ وسكناتكِ تصلني قبل أن تأتين بها ..
فاذكريني ، أذكركِ ..
ناديني ، أحبو نحوكِ ..
وأنا معكِ أينما كنتِ .

**********

لا أعلم لماذا تأخر عاملُ النظافة إلى الآن ؟!