الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

فيرجينيا



دعنى أبدأ بالجملة التى اختمرت فى ذهنى كبداية ، وبعدها اكتشفت أننى قد استخدمتها من قبل أمام مئات الأفعال .
سأجد صعوبة فى إقناعك أن ذلك (الفعل) هو أكثر شئ أكرهه إن كنت قد رأيتنى من قبل أقسم بكل محرجة من الأيْمان أن أشياء أخرى هى " أكثر شئ أكرهه " ..
لذا ، أتمنى منك أن تتغاضى عن ذلك ..
فأنت تعلم عندما يحاول أحدهم كتابة شئ ما ولا يجد ما يستهل به حديثه ، وتعرف بالطبع - كذلك – عندما تلتصق برأسه جملة ما ، يراها - وحده – الأنسب ، وقتها ، قد يتنازل عن جلده فى مقابل هذه الجملة .

=======


أكثر شئ أكرهه هى تلك اللحظات التى يغمر فيها اللون البمبى الحياة ..

عندما تتسامح مع نفسك وتتصالح مع ذاتك ولو لدقائق قليلة ، لكنها تكفى لكى ترى أبشع ما فى الكون أبدعه ..
تلك هى الدقائق التى أكرهها أكثر من حسام البدرى نفسه .
لسبب مبهم ، لم أعرفه قط ، تضعنى دائمًا فى تلك الخانة مع هؤلاء الذين " بيحبوا على نفسهم " ..
لذا أفرّ من هذه الحالة فرار الطفل من كلب مسعور ..
يوم سئ بالفعل ، ذلك الذى تتخلله بعضٌ من هذه الدقائق .


فى مثل هذه الأيام ، أستيقظ – على عكس العادة تمامًا – نشيطًا مبتسمًا بعد حلم جميل ، أحاول جاهدًا أن أتذكر منه أية تفصيلة بلا جدوى ، ولكنه بالتأكيد كان جميلاً ، فأنا سعيد !


أدير جهاز الكمبيوتر بينما أغسل أسنانى بمعجون النعناع الذى أمقته بشدة ، لكن ليس الآن ؛ اليوم أحب كل شئ ، والنعناع معجونى المفضل ..


أعود لجهازى وأضع بالقائمة ثلاثة أغنيات فقط بالترتيب :

- هزينى بسحرك من جوة .. دة أنا قلبى لا حول ولا قوة .. ضد التيار
- تليها : ندهنى حبيبى جيت بلا سؤال .. من نومى سرقنى من راحة البال
- وأخيرًا : تعى نقعد بالفية .. مش لحدا هالفية .. حبينى وفكرى شوية


لا أمشط شعرى ، يبدو أفضل وهو فوضوى من دون تمشيط ..

أحتسى قهوتى بهدوء مبالغ فيه ..
ثم أرتدى ملابسى فى عجل ؛ فبالتأكيد لا أود أن أتأخر على حبيبتى ، والتى لا أعرفها ، ولكنها ستكون أول فتاة تقع عليها عينى ، ولو كانت أنثى فرس النهر !


عطرى المفضل .. أتكفى ربع الزجاجة ؟!

كلا ، سأكتفى بالقليل فقط ، ربما كانت تعانى نوعًا ما من الحساسية فأزيد بذلك من توترها ، كما أننى أريد أن أترك المجال لعطرها – هى - أن يتسيّد الكون ، فلربما يكون هو آخر ما أتذكره منها غدًا !
وهذا إن كانت ممن يتعطرن .. فأنا بالطبع لا أعرف !


فيرجينيا الآن بانتظارى ، هكذا أسميتها ؛ فأنا لا أراها أبدًا إلا " فيرجينيا جميلة الجميلات " ..

ويبقى السؤال : من ستكون فيرجينيا هذا اليوم الوردى اللعين ؟
آنسة سُمية مالكة محل الخردوات ؟ لا .. فقد عشقتها مرتين الأسبوع الماضى !
مدام نادية من الصيدلية ؟ مدام ؟! كلا ، لا أضع مفتاحًا فى سيارة مستعملة .
إذن .. لنرتجل .

=======


أستقل الميكروباص إلى المترو ومنه إلى الكلية ، واثقًا من أنها ستظهر إن لم يكن عاجلاً فآجلاً ..

وضعت الهاند فرى فى أذنى ، فاخترقنى صوت زياد رحبانى من مسرحية " بالنسبة لبكرة شو " قائلاً : "" ابنك حمااار يا ثُريا "" ..
تذكرت على الفور ، فأخرجت ملزمة الـ
Histopathology
أطالع منها ما تيسر ؛ كى لا أبدو حمارًا أمام الجميع ، وفى الوقت نفسه أتلذذ بممارسة عادتى الدائمة بمناورة الفضوليين وإخفاء ما أقرأ عن أعينهم !

مرت دقائق ، وكان الميكروباص قد خلا إلا منّى وسيدة عجوز تجلس فى الأمام ، وبينما يسود الصمت المكان ، إذ ، .. .. ..


=
هذا بالطبع ليس فيلمًا سينمائيًا ، لكننى أثق فى مخيلتك ، - لطفًا - اضغط الآن على زر الـ
slow motion
=




أريد أولاً أن أوضح لك حقيقة فلكية : لا تذهب النجوم نهارًا إلى مضاجعها بعد ليل طويل أنهكها خلاله نظرات المتصوفين والعاشقين ، بل تبقى فى مكانها ولكن سطوع الشمس يطغى على لمعانها ، فلا نراها .. وحده من رأى فيرجينيا فى ذلك اليوم تقف على بعد عدة أمتار من الميكروباص يدرك هذه الحقيقة !


كانت تقف هناك تتعارك مع الشمس التى لم تجد لها لذّة إلا فى مغازلة وجه فيرجينيا ، فيرجينيا وحدها ..


دعيها عزيزتى تتزود منك فهى – مثلى – مغلوبة على أمرها ، لا تلقِ لها بالاً ؛ فأنا من الآن منشغل بوضع الخطة لصرعها ، وصنع شمسًا جديدة لنا ، يبنى الناس أماكنهم تحتها ، وينظرون إلينا من القاع .


لا أحد يعرف فى طبائع الأشجار مثلى ، هذه هى الفرع الأسطورى الذى لا جذر له ، الفرع الذى سأبنى به حديقتى سحيقة القرار ، ذات السطح المزهر كما القاع مزهر ، فقط ورود بيضاء .



أشارت للسائق أن يتوقف ، فسمع وأطاع ، ومن ذا الذى يجرؤ على مخالفة أمر من فيرجينيا ؟!

وعل كل حال ، لو لم يفعل لنحرتُ - أنا - عنقه فى الحال !


صعدت فيرجينيا وهى تتملك من عقلى ، وقد احتلت منه كل مساحات الوعى ، وطردت كل ما كان يشغله قبلها ، فلا أرى الآن سواها .


وحتى الآن ، كان بإمكانها إسدال الستار على كل شئ ، كان بإمكانها أن تجلس بأى مقعد من تلك الخالية أو حتى بجوار العجوز ، ولكنها فى هذه الأثناء كانت تستخدم سلاح أعتى المجرمين ، الأكثر تدميرًا ، والمحرم دوليًا : النظرة العميقة ..



أتعلم ؟ هناك نظرة ما تسوقك إلى فقدان الذاكرة ، إن لم تكن تؤمن بهذه الحقيقة العلمية من قبل ، فلتفعل الآن وتترك إلحادك !



صوبت سلاحها نحوى ؛ فتجمدت ، و لم تكتفِ بذلك ، بل تركت كل المقاعد وجلست بجوارى ؛ لتفضّ - كقائد أوركسترا محنّك – نغمات قلبى الرتيبة ، وتقوده إلى عزف أعظم سيمفونية من النبض العشوائى .



هكذا ، جلست الجميلة بجوارى ، يتسلل عطرها الهادئ فى جميع أركان المكان ، تسير جزيئاته وهى تلعن حجمها الذرى وقوانين الفيزياء التى أجبرتها على مغادرة جسد فيرجينيا والهبوط على أنفى ، فأنتقل - بها - إلى حيّز مكانى آخر لا يوجد فيه سواىّ وفيرجينيا ، وأقل مسافة خالية بيننا هى ألد أعدائى .



أفقت عندما رأيتها تمد يدها فى حقيبتها وتخرجها بيضاء من غير سوء ، رأيت أزهارًا فضية ، ونجومًا ملونة ، وأنهارًا من الحليب ، وثلاث سمكات تضحك ، وآمنت أنها ستضع الآن يدها على صدرى لتشفى سقمًا فى الروح ؛ فمن غيرها قادر على الإتيان بالمعجزات فى هذا الزمان ؟!


ولكنها سريعًا أقنعتنى أنها فقط تريد أن تدفع أجرة الميكروباص لها ولصديقتها ، تلك التى لم اكتشف وجودها إلا الآن .



>> فيرجينيا شخصية قيادية ، لديها حس المبادرة ، وكرم طائى ! <<


وماذا بعد ؟ يمر الوقت كالريح .. نجلس صامتيْن ، لا أحادثها ، لا حوار بيننا بعد "اتفضلى الباقى " ، لا أدرى كيف أقنعها أنها هى فيرجينيا التى بدأ بها يومى وخرجت سعيًا وراءها ، كيف .. .. ..


وتنزل العطايا من السماء ، عندما لا تتوقع ذلك .


- الجو حر أوى النهاردة ، من فضلك معاك كلينكس ؟

يا الله ! كيف غابت عن عقلى تلك الحيلة حجرية المنشأ لكسر جبال الجليد ؟!

- آه فعلاً ، اتفضلى .

وبعد أن جادت على المنديل بحبات العرق من جبينها ، وجدتها تنظر طويلاً إلى ورق الـ

Histopathology
، فاعتزلت – ولو مؤقتًا – عادتى وتركتها تقرأ بهدوء ، متظاهرُا بعدم الإهتمام ، إلى أن :

- هيسـ ... ، هسـ ... ، هسيـ ...

- هيستوباثولوجى

مسرعًا قلت ؛ كى لا يزداد حرجها


>> فيرجينيا لديها مشكلة صغيرة مع اللغة الإنجليزية ، وماذا إذن ؟ فلتذهب الإنجليزية إلى الجحيم ! فهى من خسرتها !! <<



- ويعنى إيه دى بقة ؟

- ...... .. .. . .. . .. ... .. (وبعد شرح مطوّل)


- طب وأنت فى كلية إيه ؟



>> فيرجينيا ليست غبية !! هى فقط تحب التأكد من كل شئ <<



- طب عين شمس .

- ممم .. وإسمك ... ؟

-
محمود

- أومال إيه زيزو اللى على الورق دى ؟



>> ألم أقل لك سحقًا للإنجليزية ؟! ها هى عزيزتى تقرأ العربية بطلاقة ! <<



- محمود عزيز

- - أهااا .. ممم .. طب مش تسألنى أنا كمان عن إسمى ولا إيه ؟!


أيمكن أن يكون غير فيرجينيا ؟!


- أوك ، إسمك إيه ؟

- حزر ، بيبدأ بحرف النون


>> فيرجينيا ذات الروح النقية ، تملك قلب طفلة ماكرة ، وتحب الأحاجى ! <<


أجبتها مداعبًا :


- نبويّة ؟!

- إيه ؟!! إخس عليك !


جرحتها ، أليس كذلك ؟! تبًا لى ، ولتذهب دعاباتى السخيفة - مع الإنجليزية - إلى الجحيم !


- بهزر بس

- إسمى نسرين

- ممم .. إسم جميل ، تعرفى معناه ؟

- آه ، يعنى 2 نسر .


>> طفلة كما ترى ، تحب البساطة ، وربما التواضع .. لكنها بالتأكيد ليست بلهاء ! <<


- هو فى الحقيقة إسمك أجمل من كدة بكتير ، فى ناس بيقولوا إنه ورد أبيض ريحته حلوة ، وفى الناس بتقول إنه يعنى النور الساطع ، وأنا من النهاردة مصدق إن الإتنين صح ..

- بجد ؟ دة طلع معناه حلو أوى

-




يبدو أنها لم تفهم مغازلتى ، أعترف أنها كانت صعبة بعض الشئ !

فسادت بعدها فترة من السكون ، كسرت هى – كالعادة – حدتها بأن صرخت فى إنفعال :


- شوفت اللى عملوه الهيترز فينا ؟

- أفندم ؟!

- الهييترز !!

- سخانات يعنى ؟!

- لأ سخانات إيه ؟! الهيترز .. اللى هما Tamer Hosny Haters ؟!

- مش فاهم الحقيقة ..!

- احتلوا البيدج بتاعتنا على الفيس ، وبقوا يشتموا تيمو ، وشالوا صوره وحطو بدالها صور عمرو دياب !!

- ثانية واحدة .. اللى عمل فيكو كدة الهيترز .. صح ؟

- أيوة

- طب .. إنتوا مين بقة ؟

- أكبر بيدج ع الفيس .. Tamer Hosny Lovers


>> لا تتسرع فى الحكم أرجوك ، نسرين (فيرجينيا - سابقًا ) ليست مُسِفّة ، هى فقط لم تجد من يقوِّم أذنها ، لم تجد من يقنعها أن تيمو لا يصلح للطرب العربى ، وإنما يصلح فقط كمغنى للـ .. خواجات ، وأنا سأغير عاداتها <<



- أومال أنت كنت بتسمع مين ؟ كنت شايفاك حاطط الهاند فرى قبل ما أطلع .. أوعى تكون .. ؟


تيمو .. هيترز .. لوفيرز .. عمرو دياب .. زياد رحبانى ؟!!!


- لا أبدًا ، كنت سادد بيها ودانى بس عشان بيبقى عندى صداع الصبح !


فترة سادت فيها صدمة صغيرة غير مقلقة مع صمت ، والآن أنت تعرف من أنهاها :



- مقولتليش بقة .. إيه أكتر حاجة بتضحكك ؟


>> نسرين منجذبة إلىّ ! ، هل كانت تحلم هى الأخرى بـ " ريتشارد قلب الأسد " ؟! تريد منى الآن أن أفشى لها بعض أسرارى الشخصية الصغيرة <<


- يعنى .. عادى .. حاجات كتير ، يمكن اللى حاضر فى ذهنى دلوقتى مصطلحين بسمعهم كتير : مركز دعم إتخاذ القرار ، واليوم العالمى لغسل اليدين

- همم ؟ آه .. طب إيه رأيك أقولك نكتة أحسن ؟


>> نسرين خفيفة الظل ، تعشق الدعابات ، وتحب أن تفيض على الآخرين من مرحها <<


- أكيد ، هو حد يطول ..

- بيقولك : مرة واحد بلدياتنا راح الهرم ، راح قايل يااااه كل دى جبنة نستو !

-


- إيه .. بايخة ؟

- إحم .. لا ، أبدًا ، أنا بس ساعات النكتة بتفاجئنى فــ مش بعرف أضحك !


لا أقوى على جرح نسرين



- بس قول لى الأول : هو أنت صعيدى ؟

- الأول إزاى يعنى ؟! ما إنتى خلاص قولتى النكتة اللطيفة ومسحتى بيهم الأرض .. أيوة يا ستى صعيدى !


>> نسرين تحترم مشاعر الآخرين .. نوعًا ما ! <<


بعد قليل ، بدا الإنزعاج على وجهها ، وقد مالت برأسها إلى الأمام ، فسألتها :


- مالك .. إنتى كويسة ؟

- مفيش أنا بس بتعب لما بركب مواصلات ، أستغلك بقة ما دام طلعت دكتور ، مش عارفة ليه كل ما أركب مواصلات بحس إنى عايزة أرجّع !

- أفندم ؟

- أرجّععععع !



نعم .. قالتها هكذا ، كمن حُبس قيؤه لقرون ، وأخيرًا وجد أذنى .. المكان المناسب ..

عذرًا فيرجينيا ، تغاضيت عن الكثير ولم يعد بإمكانى الإحتمال ..
تغاضيت عن لغتك المزرية ، ثقافتك المعدومة ، ومستوى ذكائك المنحطّ ..
تغاضيت عن بلاهتك ، دعاباتك السخيفة ، وأذنك الصدئة ..

والآن تطلبين منى أن أجعل من أذنى وعاءًا يتقئ فيه الأخرون ؟!


عفوًا فيرجينيا ، لقد حطمتِ قلبى !




- ترجعى ؟! معلش مفيش ترجيع .. على جنب يا أسطى ، أبوس إيدك !

- إيه ؟ هو أنت نازل هنا ؟

- هو الحقيقة لأ ، عادةً بنزل الآخر ، بس مش هقدر أقعد تانى أكتر من كدة .

- طب مش هشوفك تانى ؟

- إنتظرى حتى يشيب الغراب !

- إيه ؟!

- إنتى متأكدة إن إسمك نسرين .. مش نبوية ؟!

- !!!


=======



وهكذا نزلت من الميكروباص ، وعدت أدراجى للبيت ، دخلت غرفتى ونمت وأنا أتمنى أن أستيقظ هذه المرة عبوسًا مقتضب الوجه بعد حلم سئ ، أحاول جاهدًا أن أتذكر منه أية تفصيلة بلا جدوى ، ولكنه بالتأكيد سيكون سيـ .....



السبت، 16 أكتوبر 2010

أنا وهم



نوعان من البشر ينجذبان إلىّ كما النحلة تنجذب إلى اللهب : الأطفال والمجانين .. أو المجاذيب كما أفضل تسميتهم ..
الفرق بينهما أن الأطفال يحتاجون وقتًا أطول نسبيًا ، تقريبًا نصف الساعة ، أصير بعدها الكائن البشرى المفضل لهم ..
بينما المجاذيب لا ينتظرون ، بجرد أن يرانى مجنون ما فى مكان ما يلهث نحوى بشوق غير مبرر !
لا أجد تفسيرًا منطقيًا ..
ربما لأننى طفل .. ربما لأننى مجنون ..
غالبًا لأننى طفل مجنون !
=======
لدىّ حتى الآن من المجاذيب ثلاثة أصدقاء حميميين ..
أقربهم إلىّ هو " عم إبراهيم نصر " ، المتردد على أحياء المنيل والسيدة زينب وما بينهما يعرفه بالتأكيد ،
والذى له قصة ما جديرة بفيلم سينمائى لكنّى لست هنا لأحكيها لأن أحدًا لن يصدقها ، بينما أنا أؤمن بها تمامًا .
=======
واليوم زادوا واحدًا .. أصبحوا أربعة .
=======
خرجت من البيت هادئًا ، وعادة ما أخرج فى صمت ملفت للنظر واستكانة تثير الريبة أحيانًا ،
ولأن الشارع كان أكثر إزدحامًا من المعتاد ، ما اضطرنى أن أنظر فى كلا الإتجاهْين ..
نظرتُ يمينًا لكنه لم يتركنى أكمل المائة والثمانين درجة ، إذ وجدته ينطلق نحوى ، يسيل لعا
به من جانبى فمه ، مبتسمًا مهللاً كمُريد وجد أخيرًا مولاه أو كمولى يحمل البشارة لمريده .
وضع ذراعه على كتفى وهمَّ يُقبِّل يدى فتنحيتُ ، وتداخلت القرارات فى رأسى ..
أدفعه وأوبخه .. أتركه وقد يتمادى ولا أعلم ما قد يفعل ..
اكتفيت بضحكة بسيطة ..
نعم ، تلك الضحكة الخالية من أى معنى ، التى يستخدمها الجميع عندما يتعرضون لمثل هذه المواقف
تشجع - هو - قليلاً وقال :
- إزيك ؟ عامل إيه ؟ دة أنا بدوّر عليك من بدرى ؟
- بتدور عليا أنا ؟! أنا تمام .. أنت كويس ؟
- الحمد لله
- طب أنت بتدور على حاجة معينة هنا ؟
- لأ أنا بس جاى أسأل عليك والحمد لله إتطمنت عليك
- طب أنت رايح مكان أقدر أصفهولك أو أساعدك بحاجة ؟
- لأ أبدا ، دة النهاردة الجمعة فقولت أنزل أتمشى شوية وبالمرة أعدّى عليك ، أصلى بقالى كتير مشوفتكش ، إتفضل أنت كمل مشوارك .. معلش عطلتك .. أنا كويس .. أنا كويس ..
=======
لا تنزعج من المجاذيب ، ولا تخف منهم فبعضهم يخاف منك أكثر ..
أحدهم يحتاج فقط لمجرد كلمة طيبة ..
أو إبتسامة ، وإن كانت كاذبة ..
يحتاج أن تسأل عنه ، فلم يعد هناك من يفعل ..
حتى أن بعضهم يحتاج أن يسأل - هو - عنك !
دعهم يسألون عنك ..
دعهم يقبلونك إن أرادوا ..
فهم أضعف كثيرًا مما تظن .
=======
بس الأخرانية دى مش لازم أوى يعنى ـ


الأحد، 22 أغسطس 2010

لو لم أكن بشريا .. لوددت أن أكون أخطبوطا



حسنًا ..
لنبدأ بمقولتين :
أولهما : "بداخل كل منا حيوان يشبهه" ... لا أحب هذه المقولة .
الثانية : " لكل منا حيوان مفضل " ... أفضّل هذه أكتر من سابقتها .

بالتأكيد لعبنا جميعًا يومًا ما لعبة " طلعنا سوا " .. يجلس مجموعة من الأطفال بعد أن يختار كل منهم حيوان ما وتبدأ اللعبة
(( طلعنا سوا .. نزلنا سوا .. طلعت أنا والجمل .. نزلت لوحدى ... وهكذا ))
أكاد أكون الطفل الوحيد الذى لم يمارس هذه اللعبة .

باستثناء السلاحف (وبالأخص سميرة سلحفاتى العزيزة ) لم أدرك أبدا حيوانى المفضل .. كنت أتعجب لم قد يثير هذا الحيوان (بالذات) إعجاب هذا الشخص (بالذات) للدرجة التى تجعل ذلك الشخص يقبل بأن ينوب عنه هذا الحيوان فى مهمة خطير كــ (لعبة طلعنا سوا) !

هذه اللعبة كانت تثير ضيقى بشدة .. حقًا أكرهها !


- كثيرًا حاولت إختلاق لنفسى حيوانا مفضلا .. فقط من أجل اللعبة
لم أقتنع أبدا بقدرات وصفات أى حيوان .. أردت دائما حيوانا يعبر عنى .. يصلح أن يكون نائبا لى
ولأن الأسد دائما كان محجوز لصاحب اللعبة المتحكم فيها " واللى لازم يكون شخص بكرهه أكتر من اللعبة نفسها " .. فتأرجحت دائما إختياراتى ما بين :

الطاووس المختال بجماله .. لا أحب أمثاله .
الفهد المختال بسرعته وقوته .. لا أحب أمثاله كذلك .

يرغم إقتناعى التام أنهما يشبهانى كثيرا خاصة فى صفة الغرور .. إلا أننى أردت حيوانا لا يعتز بقدراته
أردت حيوانا به جميع مميزاتى (بالمناسبة هناك صفات يراها البعض عيوبًا بينما أراها مزايا عظيمة)
وفى ذات الوقت يخلو من كل عيوبى (بالمناسبة برضه هناك صفات يراها البعض ميزات بينما أراها عيوبا قاتلة)
أردت حيوانا بصفات معينة .. يثق بنفسه .. يعرف قدراته جيدا .. لا يعتز بها .. فقط يلجأ إليها عندما تكون آخر أسلحته (وبذلك أكوت تخلصت من عدد لا بأس به من عيوبى) .
باختصار : أردت حيوانا يكون .. "أنا" بعد الفلترة من عيوبى !

========================

مرت فترة الطفولة بدون أن أجد هذا الحيوان .
تلتها فترة المراهقة .. ولم أجده .
ثم فترة البلوغ وبعد كل هذه السنوات .. لم أجده أيضا .

سنوات كثيرة من البحث بلا فائدة .. كانت كفيلة بأن ترّسخ فى ذهنى حقيقتين ثابتتين :
أولهما أننى لن أجد هذا الحيوان أبدا .
والثانية أننى لم ولن ألعب لعبة (طلعنا سوا) مع أصدقاء الطفولة أبدا .

ومع تنامى الشعور بالإحباط بسبب الحقيقة الأولى .. وفى محاولة لا إرادية للتغلب على هذا الشعور .. تحورت رغبتى بعض الشئ ..
أيقنت أنه لا مانع من تقديم بعض التنازلات على أساس (برضاك أحسن من غصب عنك )
بدأت أرغب فى حيوان ليس شرط أن يكون به مميزاتى أو أن يخلو من عيوبى .
أريد حيوانا يساعدنى كى أمضى حياتى بسلام .
أريد حيوانا أكون أنا مثله .. لا أن يكون هو مثلى .
باختصار : أريد حيوانا يكون .. أى شخص ما عدا أنا !

=============================

فقط أيام قليلة مرت على رغبتى الجديدة .. حتى وقع تحت يدى بالصدفة مقالا عن الكائنات البحرية ...
ويا للدهشة !! *جملة مش مناسبة أنا عارف .. بس بحبها أوى *
أخيرا وجدت ضآلتى
وجدت الحيوان المطلوب .. إنه ....
(بتفكر فى إيه .. أكيد الأخطبوط يعنى .. باينة من العنوان )
أعلم أن كثيرين سيرون هذا غريبا .. ولكن ما قرأته كان كافيا جدا لكى يكون الأخطبوط ...
حيوان أحلامى

حسنا .. سأسرد بعض الحقائق عن الأخطبوط بالترتيب طبقا للأهمية بالنسبة لى :


1- للأخطبوط ثلاث قلوب : هذه وحدها تكفى .. فقط أتمنى أن أمتلك ثلاث قلوب
أحتاج قلبا إضافيا .. بشدة
فأنا حاليا بلا قلب .. بالطبع لا أقصد ذلك الجهاز الأحمق الذى يضخ الدم فحسب كما درسناه فى مناهج التشريح .
أفخر بأننى أمتلك فلبا قويا تحمل الكثير من الأشياء نادرا ما يتحملها قلب آخر .. ولكن بتوالى الصدمات على جميع الأصعدة : العائلى .. الدينى .. الأصدقاء .. الحميمى .... إلخ ،كان لا بد وأن يطفح الكيل .
سأعطيك مثالا ليس له أى علاقة لما تعرضت له : هل تعتقد أن هناك قلبًا - مهما بلغت قوته - بإمكانه أن يتحمل أحداث مثل موت صديقة عزيزة وحبيبة .. ثم وفاة أم .. ثم فراق حبيبة أخرى لأسباب مختلفة عن الأولى .. فى سنوات متتالية ؟
لو كنت أمتلك ثلاث قلوب .. لو كنت أخطبوطا ...
فمرحبا بالمزيد من الصدمات !


2- للأخطبوط ثماني اذرع طويلة أو ما تسمى بالمجسات، كل ذراع أو مجس مجهز ب 240 شفاطة “فم لاصق” وعندما تنقبض العضلات التي تغطي الشفاطات تتكون فيها شفطة تجعلها تلتصق بالصخور أو بالضحية. ويستطيع الاخطبوط من خلال هذه الشفاطات التعرف إلى شكل الأشياء التي يلتقطها بها، كما يمكنه التعرف إلى طعمها، وتغطي الشفاطات كميات كبيرة من المستقبلات الحسية تفوق قدرة لسان الإنسان على الإحساس بطعم الأشياء من ناحية مرارتها وحموضتها أو حلاوتها بعشر مرات : تعتبر هذه ميزة مكملة للسابقة .. تخيل أنك تستطيع أن تحكم على الأمر بدون الخوض فيه .. فقط بلمسة
لمسة صغيرة .. وتعرف إن كان هذا أمر جيد فتخوض فيه .. أو سئ فتبتعد


3- ذكاء الأخطبوط محدود لكنه يعتبر الحيوان الأذكى فى عالم اللافقاريات : الذكاء نعمة عظيمة وشئ جميل لكنه فى كثير من الأحيان يكون مزعجا .. مزعجا جدا
لا يهمنى أن أكون أذكى من معشر القرود أو الحمير .. فقط أريد أن أكون أذكى من باقى أفراد عشيرتى (البنى آدمين)
هذه الرغبة فى حد ذاتها قد تكون الغباء بعينه .. لكن عذرا هذا خيالى وأنا حر فيه .


4- الأخطبوط من حيوانات القاع : وهذا يحقق رغبتى الدائمة فى البحث عن الهدوء وكذلك البعد عن الأنظار .


5- يتخيله الناس دائما وحشا عملاقا يغرق السفن : أريد ذلك أيضا بشدة ..
أريد أن ترتسخ فى أذهان الناس فكرة أننى كائن مخيف دون الحاجة إلى إلتهام ذراع طفل فى السابعة كدليل ....
فقط أفكار خاطئة فى ذهنهم تقنعهم بضرورة الابتعاد عنى .


6- يغير لونه للإنقضاض على فرائسه أو للهروب من الأعداء: نعم .. بعض النفاق قد يفيد
بل سيفيد كثيرا
معظم مشكلاتى مع المجتمع تكون بسبب لسانى السليط وعدم قدرتى على المجاملة أو النفاق ( ممكن أقول كلام زى الدبش لأىٍ كان )
النفاق سيجعلنى ودودا ومحبوبا أكثر من الناس .. مع ميزة الاحتفاظ بمشاعرى الحقيقية لذاتى .


8- للأخطبوط ثمانية أذرع : هل تتخيل ذلك ؟! ثمانية أذرع
أستطيع أن أقف بكل هدوء فى ممر الشقة ...
(مشعلا سيجارتى - أحمر بطاطس فى المطبخ - أسخن العيش فى الميكروويف -أشغل الكمبيوتر - أتكلم فى الموبايل - أعلق على الشاى - أشرب مية من التلاجة - وأهرش فى راسى )
كل ذلك معا !!


9- التكاثر بين ذكر الأخطبوط وأنثاه يجرى عن بعد دون إتصال بين جسديهما : وداعا للعناء !


10- وفى الأخير فهو حيوان غير مكلف .. لا يرتكب ذنوب .. ولو ارتكب فلن يحاسب .. وغير مهدد بالذهاب إلى الجحيم .

=====================

هناك فقط حقيقتان قد تقللان من رغبة البعض فى أن يصيروا أخطبوط (المفروض أقول جمع أخطبوط بس أنا مش عارفه )

الأولى أننى كنت سأولد يتيم الأب والأم : معروف أن ذكر الأخطبوط يموت مبكرا فور تلقيح البيض .. كذلك الأم تموت فورا بعد أن يفقس البيض .
كم أنا مسكين !

الثانية أننى كنت سأموت سريعا : فذكر الأخطبوط قصير العمر .. لا يعيش أكثر من ثلاث سنوات بأى حال .

بالنسبة لى .. أعتبر هاتين الحقيقتين شيئا مميزا :
فالحقيقة الأولى أعيشها الآن .. وقد إعتدت عليها .
والثانية تمنيتها كثيرا .. أن أموت وأنا فى الثالثة فقط .
وبالتالى فأنا لست من هؤلاء البعض !

=======================

أعلم أنى أطلب معجزة ..
لكننى فقط أريد العودة إلى سنوات الطفولة
فالآن فقط عرفت حيوانى المفضل .. الآن فقط يمكننى أن ألعب باستمتاع لعبة (طلعنا سوا)

آمل أن تتحقق أمنيتى بعد عدة سنوات .. فــ(طلعنا سوا) ستكون أول لعبة أعلمها لأطفالى وألعبها معهم .. أو بالأحرى يلعبونها هم معى ...
وفى الغالب ستكون حماتى هى من تتحكم فى اللعبة لسبب سبق ذكره بالأعلى بنفس اللون

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

تضاد

" لغتنا الجميلة "



متيّم أنا باللغة العربية .. على الرغم من أن تمكنّى منها مثير للشفقة لكنها تظل أبدًا أثرى لغات الأرض وأكثرها قربًا لنفسى .
للأسف أكره تلك المادة اللعينة التى كانوا يبثونها إياها بدعوى أنها " لغة عربية "
لم يحدث أن كان بينى وبين " مادة " اللغة العربية وفاق يومًا ما .

عندما بدأنا دراسة فرع البلاغة فى المرحلة الثانوية تضاعف كرهى ..
كنت قد أوشكت حتى على كره جميع ألوان الشعر وكل من ينطق به ..
كان يوجد العديد من الألفاظ ثقيلة النطق عسيرة الفهم .. والتى لا أجد مبررًا لإستخدامها أو عدم إستبدالها بتعبيرات أخرى أكثر رشاقة
عندك مثلا : كناية - إستعارة تصريحية - إستعارة مكنية - مجاز مرسل - تصريع
تخيل أن يسألك المدرس : ما الجمال فى الأبيات السابقة ؟
فتجيب بكل ثقة : الجمال فى التصريع !!
بالإضافة إلى ذلك كان هناك دائمًا المدرسون القادرون بكفاءة تامة على جعل حصة البلاغة أداة لتعذيب المتهربين من الضرائب .

==========================

أذكر أول حصة بلاغة .. وكان درس "التضاد"
بدأ مستر عاطف - والذى كان حازمًا بشأن التضاد - بتعبيرات حادة وكلمات قاطعة قائلا :
" أوعى تفكر! أول ما تلاقى كلمتين عكس بعض تقول تضاد يوضح المعنى ويقويه .. ومتنساش .. أووووعى تفكر ! "

مستر عاطف .. تبًا لك
تبًا لشاربك القزم وكرشك المتدلى ..
- لا أعلم لمَ قد يسمح مدرس " لغة عربية " لطلابه أن ينعتوه بـ " مستر "
- أؤمن أن من يحذرك من التفكير هو بلا شك يستحق الإعدام ضربًا بالجزم
- قد أتسامح فى عدة أشياء .. ليس من بينها أبدا أن يضللنى أحدهم بمعلومات خاطئة .. فهذا أكيّل له اللعنات .. وربما اللكمات إن رأيته
مستر عاطف .. إحذر .. لربما أضمك لقائمة رغباتى الشريرة يومًا ما !
مستر عاطف .. التضاد ليس دائمًا يوضح المعنى ويقويه .

==============================

التضاد أحد مآسى الحياة لديّ .. التضاد يغمر كل شئ

- أتخذ دائما قراريْن بمجرد إستيقاظى ..
الأول أن أغتسل .. أعدّ لنفسى كوبًا من النسكافيه .. وأتابع يومى بنشاط
والذى يتزامن مع القرار الثانى وهو العودة إلى الفراش مجددًا والإستيقاظ فيما بعد
أقضى يومى أدرس أى القرارين أنفذ .. ليضيع اليوم سدى .. كسابقه !

- أنتمى للهدوء وقد أقع مغشيّا عليّ إن بقيت بمكان مزدحم نسبيًا لبضع دقائق .. بينما لا أفوّت مباراة للأهلى فى الإستاد أو حفلة لمنير فى الأوبرا .

- أقف طويلا فى أى مقهى مضطربًا مترددًا .. هل أطلب قهوة ساخنة أو شويبس مثلجة ..
ولأننى لا أستطيع أن أقرر دائما ..
أتناول الإثنين .. قهوتى الساخنة تليها الشويبس
وتكون النتيجة الحتمية المتوقعة : قُرَح اللسان اللعينة

- بذكر المتناقضات يجب ذِكر إدجار آلان يو
شاعر أمريكى فذّ ..
كان يكتب أعذب قصائد الشعر الرومانسى فى نفس الوقت الذى يكتب فيه أبشع قصص الرعب وأكثرها ترويعًا ..
" إدجار آلان بو " مات فى الأربعين بعدما أدمن الكحول ..
وحتى الآن لا يعرف أحد سبب وفاته أو مكان قبره !
وإن كنت أشك - أنا - أنه إنتحر .

==============================


عزيزى مستر عاطف .. ولا أقولك .. من غير عزيزى :
التضاد يفنى أيامك
التضاد يصيبك بأمراض نفسية تحيل حياتك إلى جحيم
التضاد يصبك بقرح الفم
التضاد يجعلك تدمن الخمر .. وقد تتعفن بقبرك بعد أن تنتحر دون أن يزورك أخد ذويك يومًا ما
التضاد - ليس دائما - يوضح المعنى ويقويه
التضاد لا يوضح المعنى أو يقويه
!

الخميس، 22 يوليو 2010

إضطراب جلىّ .. وهواية جديدة




لحظات من الحقيقة ..

أعانى من إضطراب فعلى يغلف محيطى الداخلى والخارجى ..
محيطى غير المنسق بالأساس !

ضلالات ذهنية متشعبة .. نظريات مشوشة .. آلاف الإحتمالات قد تحيط بشئ فى منتهى التفاهة مثل عدد بذور حبة البندورة .. وعن النتائج الحتمية التى ستعصف بالكون والجنس البشرى لو أن حبة البندورة كانت قد خُلقت بدون بذور ..

ماذا إن كانت ببذرة يتيمة .. ماذا لو تمتلك بذرتين .. أهما توأم متماثل أم غير متماثل .. أيهما أكبر ..
أين الأب ؟ ولماذا ترك الجميع وإلى أين ذهب ؟! و..... ؟ و..... ؟ و..... ؟ ...

يستغيث بى " أنا " : كفّ عن الجنون

أردّه " أنا " بحدّة : اصمت يا ملعون !

يا ربى ..

I wish I could format this brain

**********



رافعًا رأسى إلى سماء الغرفة .. أو ما يسميه أصحّاء العقل بـ " السقف " أجلس لفترات طويلة فى سريرى .. بالعرض

محدقًا فى اللاشئ ..
أرى نقطة لا وجود لها فى سقف الغرفة ..
أمعن فيها النظر حتى تختفى
أحضر السلم وأصعد إلى السقف ..
أضع بقلمى نقطة بحرص شديد .. أستحثها ألا تغادر ..
وأقسم بأعلى صوتى وأنا بالأعلى أننى وضعتها .. وأنها موجودة ..
كى لا تحاصرنى شكوكى بمجرد نزولى من السماء .

أعود إلى وضعى بالسرير كما كنت ..

أنظر إلى النقطة مليًا ..
أنظر إليها مرة أخرى فقط بعينى اليمنى .. بينما اليسرى مغلقة ..
ثم تتبادل العينان أدوارهما ..
فتختفى اليمنى خلف جفنها .. وتنطلق اليسرى للبحث عن النقطة ..
والتى تجدها ، ولكن فى غير موضعها !

لماذا يحدث هذا دائما ؟

لماذا ترى اليمنى النقطة فى موضع ، وتجدها اليسرى فى موضع آخر ؟
هل للأنف علاقة بالأمر ؟
أم أنها تجدها فى نفس مكانها ، وأنا فقط يُخيل لي العكس ؟!
ربما لم أضع أى نقط بالسقف ..
نعم .. هو كذلك

النتيجة النهائية : الشك يفوز .. كعادته دائمًا


هامش : يا مُغيث يا رحيم .. أعوذ بك من ضياع العقل

الخميس، 1 يوليو 2010

غير تقليدى .. ومثير



هو : شو بحب هالنمش إللي بِضهرِك ، خاصةً عاكتافِك ، بموت فيهن .

هى : هودي سرطان حبيبى ، وأنا اللى رح موت فيهن ، مش أنت .
كَفي انت إللي كنت عم تعملو، بلا غزل بلا مُخ وقاتولي ، هلأ ما عاجبك فيي إلا النمش؟! قوم !!!

حقًا قام

الأحد، 27 يونيو 2010

أحيانا .. يطفح الكيل


ربما هو الوقت الأنسب لإطلاقها صريحة واضحة
كتمتها كثيرًا .. مترددًا
ربما كان إفراطًا فى الأدب
ربما كانت محاولات بائسة لضبط النفس
ربما كان أملاً فى تغير الواقع لينافى معانى الكلمة

ولكن ..
كلما زاد كتمان الرغبات .. إزدادت الرغبة فيها
وعندما تفعلها .. تفعلها بقوة وحماس
مستشعرًا جميع معانيها .. حتى تلك التى لا يدركها من حولك
تخرج صارخة .. تتخللها أنت وتستنشقها
ويسمعها الجميع
هامش : إقرأ عن تجمع الغازات فى الجهاز الهضمى

لذا ..
أود الآن أن أصرخ بعلو صوتى :

A7ّA


الثلاثاء، 23 فبراير 2010

رغبات شريرة .. تمهيد 2


أكيد- ولطبيعتك البشرية اللى من ضمن صفاتها الأصيلة الإعتراض والهجوم على أى حاجة - هتحب تسأل أنا إيه اللى خلانى أسلك طريق الشر وأتخذه سبيلا ..

متخافش .. عامل حسابى وجاهز لكل أسئلتك دى .. أنا أصلى خلاص بدرس البشر من سنين وعارف اللى بيفكروا فيه

هقولك دى حكاية طويلة أوى .. بدأت من .. زمان .. زمان أوى
الموضوع بدأ معايا بمجرد سؤال :


" وأنت سكت له ؟!! "


هاه ؟ عارف السؤال دة ؟!
السؤال دة من الأسئلة المميزة جدا فى حياتى ..
السؤال دة بالذات تبلور على أساسه جزء كبير من شخصيتى .. جزء سئ .. الناس بيلومونى عليه لغاية دلوقتى ..
وأنا مليش أى ذنب ..
بجد الناس دى كائنات مستفزة جدا .. وتستاهل اللى هيحصلها منى بعد كدة !

زمان .. وأنا صغير (بجانب إنى كنت بحلم أبقى كبير زى هشام عباس) فى نفس الوقت كانت ناس كتير تقولى السؤال دة " وأنت سكت له ؟! "
بإختلاف الشخصيات .. وإختلاف المواقف .. بس دايما نفس السؤال موجود ..
السؤال دة عرفنى يعنى إيه سؤال مستفز ..
كان أول سؤال مستفز أقابله فى حياتى .. صحيح ممكن يكون جه بعده أسئلة أكثر إستفزازا .. زى :
- عايز تطلع إيه لما تكبر ؟
- بتحب بابا أكتر ولا ماما ؟ *وأنا أصلا بابا متوفى*
- إيه دة ؟! أنت جيت ؟!!!
- أنت صاحى ولا نايم ؟!!
- البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أتدلع أملا القلل ؟!!
وزيهم كتير ..
بس دايما "وأنت سكت له" دة بالذات ليه معزّة خاصة عندى ..
كان دايما بيحسسنى إنى هفأ وعلى طول مضحوك عليا ومش واخد حقى .. مع إن دة أبعد ما يكون عن الواقع ..
بس الناس دايما بتحب تمسك فى الحاجة اللى التانى عملها .. وقبل ما تعرف أنت عملت إيه .. تقوم تديك التمام :
" وأنت سكت له ؟!! "

السؤال دة كان بمثابة الشظية الأولى التى أشعلت قتيل الكره جوايا ..
كره الشخص صاحب الموقف .. وكره اللى سأل السؤال .. وكره كل ما هو غبى ومستفز
كان إرهاصة لإنفجار بركان الشر بداخلى .. وتكون حمم بركانية حارقة بداخل كل منها مخصص لأشخاص بأسمائهم
وأثق أنه يوما ما ستنطلق هذه الحمم خارجا .. لتحتضن أصحابها .. كما أتمنى !

بمرور الوقت .. لقيت إنى فعلا فيا جزء شرير مش قليل .. تقريبا 109 % شر
لقيت ميولى تتجه بقوة نحو : شيريخان (بتاع مواكلى) .. وأبو الغضب (بتاع مازنجر)
وبقوة أكثر نحو أى فريق رياضى لقبه الشياطين : الأهلى .. والمانيو .. ..
وبقوة أكثر وأكثر نحو : هتلر ونيتشه ونيرون

خلااااص ..
أنا ولدت لأكون شرير .. ملهاش حل تانى !
فى ناس كتير بتكون مولودة وجواها موهبة الشر .. وهى مش واخدة بالها .. محتاجة بس حد يشاورلها عليها
هقولك إختبار بسيط ممكن تتأكد بيه إنك شرير ولا لأ ..
أنزل فى يوم أركب المترو .. بس من محطة زحمة .. رمسيس مثلا
وقبل ما المترو ما يدخل المحطة .. قوم أقف على الرصيف مع الناس .. وقلب فى دماغك شوف أنت بتفكر فى إيه
لو كل اللى فى دماغك ساعتها إنك تزق الراجل اللى جنبك واللى أنت أصلا متعرفوش وأول مرة تشوفه فى حياتك عشان المترو يفرمه .. بدون أى سبب
فتأكد إن موهبة الشر وصلت لأعلى مستوياتها عندك .. زى أبو تريكة كدة
إنما لو كان كل اللى فى دماغك إنك تدخل بسرعة عشان تلحق كرسى فاضى تقعد عليه ..
فتأكد إنك مش منهم .. وخلّى بالك .. ليكون واقف جنبك واحد زيى !

وبعد ما أتأكدت إنى فعلا شرير ..
بدأت أحدد أعدائى من البشر واللى فعلا يستاهلوا العقاب .. وأدرسهم كويس .. لغاية ما بقيت فاهم كل واحد منهم بيفكر إزاى وفى إيه ..
وحطيت لكل واحد منهم خطة للإنتقام متخرش البيبسى ..
وكل واحد .. وليه وقته !!

وعملت الموضوع دة عشان أكتب هنا كل واحد والخطة بتاعته ..
مكدبش عليك .. أخوك عنده ضمور فى قطاع المخ المتعلق بالذاكرة ..
وبعدين أكثر أمانا .. أكيد مش هيجى فى دماغ حد لو إتقبض عليا إنى شايل الخطط هنا

لكن الحقيقة السبب الأهم من كدة .. هو عشان ضميرى ميجيش بعد كدة يأنبنى
ويقولى : أنت خدتهم على خوانة .. وهم مش مستعدين ؟!
أصل دة ضميرى وأنا عارفه ..
وبالتالى .. عملت الموضوع عشان يبقى تنبيه أخير ليهم ويعملوا حسابهم ..
كون إنهم بقة مدخلوش المدونة ولا شافوا الموضوع .. فدى مشكلتهم هما !!

كلمة أخيرة لضحاياى القدمين :
هذه رغباتى الشريرة قد لا تظهر أمامكم .. لكننى أمارسها فيكم بخيالى طول الوقت ..
وأحب أعرفكم إن لو ربنا إستجاب لدعواتى .. سأفعل بكم العجائب !ـ

الخميس، 18 فبراير 2010

عندما تُخطئ سيدة الغفران


سيدة الغفران أنتى .. لا سيدة الخطايا
معصومة أبدا .. ليس لأنك لا تخطئين ..
إنما بك لا تصير الخطايا خطايا !

وكما قال السيد نزار فى حديثه عن مايا :
" مايا مخرّبة وطيبة .. وماكرة وطاهرة .. وتحلو حين ترتكب الخطايا "
أعلن أنا فى حديثى عنك أنك أحلى من يرتكب الخطايا

أؤمن بكل تعاليمك .. فما تقولين إلا صدقا .. وببراهين دامغة
ما البرهان ؟!
فقط أنكِ أنتِ القائلة

أنكرتِ معرفة جميع من سألتك عنهم ..
عذرا .. هذه المرة لا أستسيغ الأمر بسهولة

كيف لم يرك أمل عندما قال :
" العينان الخضراوان .. مروّحتان .. فى أروقة الصيف الحرّان .. أغنيتان مسافرتان .. أبحرتا من نايات الرعيان .. بعبير حنان .. بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان "

أو ناجى :
وأنت فى أفق الأوهام طيف صبا .. سما ودقَّ على الأفهام موضعه
كأنك النسم النشوان منطلقا .. أظَلُّ كالنفس الحيران أتبعه

كيف لم يجالسك جويدة قبل أن يقول :
" ولو أن إبليس يوما رآكِ .. لقبل عينيكِ ثم إهتدى"

كيف لم تعرفك أحلام حينما كتبت :
" ذات يوم .. لم يكن هناك أجمل من عينيك .. سوى عينيك "


بالله عليك .. إن لم يعرفك هؤلاء فمن أين جاءوا بهذه الكلمات ؟!
عفوا سيدتى .. فصدقك هذه المرة كذبٌ .. والكذب خطيئة !


مجرد هلوسات .. من غبار الماضى ..
وبذكر غبار الماضى .. فى هذا اليوم المبارك .. لا يسعنى سوى أن أقول :

كل رجل سيقبّلك بعدى

سيكشف فوق فمك
عريشة صغيرة من العنب
زرعتها أنا !

فأنا مررت من هنا !



هامش : الأبيات الأخيرة لـ عمنا نزار


أنا
14 / 2 /2010
ولا يخفى عليكم إن دة كان يوم الفالنطين

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

رغبات شريرة .. تمهيد1



بجد .. مش عارف أقولك إيه !
المرة دى هيبقى صعب شوية أقنعك بكلامى .. بس عادى ..
وأنا من إمتى بيفرق معايا إنك تقتنع بكلامى ولا لأ .. المهم أنا .. أنا مقتنع بكلامى !

أصل أنا قبل ما أفكر أكتب أى حاجة حطيت نفسى مكانك .. عارف إنه تواضعا منى ..
بس فعلا حطيت نفسى مكانك .. لقيت الموضوع صعب فعلا ..
بعد العمر دة كله يجى واحد وببساطة كدة يقولك إن كل أفكارك دى غلط ..
أفكارك .. اللى كل الناس اللى قابلتها فى حياتك بذلت مجهودات خرافية لمحاولة ترسيخها فى ذهنك كحقائق دامغة وأمور مسلّم بها ..
يجى واحد على آخر الزمن يقولك إن كل دة غلط .. لأ ومش بس غلط .. دة كمان عكسه هو اللى صح ..

الموضوع صعب عليك أنا عارف .. وصعب أوى عليا أنا كمان ..
بس أنت أصلك لازم حد يصارحك بالحقيقة ..
ويقولك إن الأبيض دة مش أبيض .. دة طلع أسود
وبالتالى إحنا هنعمل إتفاق كويس :

- لو أنت من النوع الجعجعون .. اللى بيحب يجادل فقط لأنها فرصة عظيمة إنه يعلّى صوته اللى هو قرب ينساه من كتر السكات .. ويحس بقيمته كإنسان له معتقداته الخاصة .. واللى هى أصلا مش معتقداته .. لكنها كوم من الروث وضعه الآخرون بذهنه الضيق ..
لو أنت من النوع اللى لو دخل أى نقاش مع أىٍ كان مهما كانت حجته قوية ضدك .. فأنت مش هتغير رأيك
لو أنت منهم .. فأرجوك .. وفّر على نفسك الوقت والجهد .. وريحنى يا بنى وريح نفسك وإطلع برة من سكات

- لو أنت عكس اللى فوق .. فأنت ممكن تكمل قراية


أنا هقول كلام كتير .. بس مش المرة دى ..
وعشان أنا عارف إنك - لجنسيتك المصرية - شخص كسول .. ومش هيجيلك خُلق تقرى كل الكلام اللى أنا هقوله ده .. فأنا عايز أولا أقولك على النتيجة النهائية اللى هوصلها فى آخر كلامى ..
موضوع إنك تقول النتيجة النهائية اللى أنت عايز توصلها .. قبل الخوض فى التفاصيل حاجة جميلة مش عارف ليه الناس مش بتستخدمها ..
- حاجة كويسة بالنسبة لك .. على أساس إنك تبقى عارف إيه اللى هيحصل فى الآخر .. ومش تستنى مفاجآت شاذة زى ما بيحصل فى أفلامنا المصرية اللطيفة .. لما تطلع البطلة أخت أبوها فى الرضاعة .
- وفى نفس الوقت حاجة كويسة بالنسبة لي .. لأنك لو إختلفت معايا هعتبرك عدو .. لأنى مش بحب حد يختلف معايا .. وأبدأ أحضرلك الخطة المناسبة من دلوقتى .


أنا هقولها مرة واحدة .. ومش هتكلم بعدها ..
عايزك تمسك نفسك ومتتسرعش فى الحكم .. لأنك ممكن تغير رأيك بعدين .. وهيبقى شكلك وحش أوى ..
وأنا الحقيقة خايف على شكلك .


" الخير حاجة وحشة .. والشر حاجة حلوة .. ولو كنت متخيل إن العكس هو اللى صح .. وإنك لما تبقى طيب وحبوب دى حاجة كويسة .. فيؤسفنى أقولك إنك عشت حياتك فى ضلال كبير "ـ

السبت، 6 فبراير 2010

هواجس مؤرقة .. من الجانب المظلم


تبًا ..
كم أكره الحديث عن ذلك .. لكنه عذاب النفس
أكره الأمر برمته .. بدايته .. وسطه .. نهايته .. وما بعد النهاية
تبا - مرة أخرى - ... كم أكره ما بعد النهاية !

لا أدرى إن كنت ستوافقنى أم لا .. لكننى أكره هذه الأشياء بشدة :

- أكره تلك التفاصيل الدقيقة التى تعلق بذهنك .. تماما كذبابة فى صحن عسل ..
والتى لا تفارقك أبدا .. حتى وإن قمت بـ
" Brainectomy"
والتى لا يتذكرها أحد غيرك .. حتى هؤلاء أصحاب هذه التفاصيل
وأكره أكثر .. عندما يتذكرونها .. بل ويحدثونك عنها .. متوقعين إنك قد نسيتها

- أكره عندما أتواجد فى وضع يتطلب منك فقط قول جملة واحدة .. واحدة فقط ليس لها بديل .. ولا تترك ميلليمتر واحد فى ذهنك بدون تفتيش عنها ... بلا جدوى

- أكره عندما ينتهى الأمر بوقوفك كالأصم الأبكم الأعجمى .. وبعد ذلك .. وأنت على سريرك .. تتذكر تلك الجملة اللعينة

- كذلك أكره عندما تحاول كتابة ذلك .. وفى هذه الأثناء تصرخ بك الست : فكرونى إزاى ؟! هو أنا نسيتك ؟!!



حينها .. بادرت أنا بالسؤال - على غير العادة - :
- مم تخافين ؟

أجابت بثقة لم تبد فى حديثها من ذى قبل :
- لا أخاف سوى من عينيك

- عينى ؟! أنا ؟!

- أرتعد خوفا عندما تمر بجانبنا إحدى الجميلات .. أخاف أن تراها أجمل منى .. أخاف أن تندم على حبك لى .. وتتمنى لو كنت إنتظرت قليلا لتستنشق عطر الجميلة فى نشوة .. فأنا - كما تعلم - لا أضع عطور !
أخاف إن نظرت إليها يدور هذا الحوار بينك وبين ذاتك ..
وأخاف إن لم تنظر إليها أن تكون هذه إحدى حيلك ..
هل حقا ستندم إن رأيت أخرى أجمل منى ؟!

تلجم لسانى اللعين .. وبدأ الإضطراب و التأتأة .. تبعتها إجابة فاترة من كلمة واحدة ذات حرفين :
- لا

يقولون : الغبى يدرك .. ولكن دائما بعد فوات الأوان !
وبما إن الأوان قد فات .. فالآن فقط وجدتها .. وجدت ما كنت أتمنى قوله حينها .. عندما خذلنى لسانى

سيدتى الجميلة ..
لن ترى عينى أبدا أجمل منك .. فتواجد إمرأة أكثر منك جمالا ما هو إلا صربٌ من الخيال
لم تُخلق بعد من هى أجمل منك .. ولن تُخلق ..
فالرب رحيم بعباده .. ويكفى منك واحدة .

عزيزتى ..
أينما كنتِ .. مع من أصبحتِ .. تيقنى وأطمئنى ..
فالمطمئن لا يضل ..
بينما يظل الأغبياء يتعذبون !ـ